15-04-2025
33
كانت مها تستعد لحضور زفاف ابنتها. وبينما كانت تتصفح صورها القديمة، لاحظت التغييرات التي طرأت على وجهها مع مرور السنوات: تجاعيد خفيفة حول العينين، وخدين فقدا بعض امتلائهما. قررت زيارة عيادة تجميل لتسأل: "أريد أن أبدو مرتاحة وطبيعية، لكن لا أعلم إن كان الحل هو البوتوكس أم الفيلر!"
إن اختيار الإجراء التجميلي المناسب يبدأ بالمعلومة الطبية الصحيحة، لذا في هذا المقال، سنوضح الفرق بين الفيلر والبوتوكس، ونرشدكِ نحو الخيار الأمثل لبشرة شابة ومشرقة.
رغم تشابه النتائج الظاهرة، إلا أن الفرق بين البوتوكس والفيلر يبدأ من طريقة تأثير كل منهما في البشرة، مرورًا بالمكونات، وصولًا إلى مدة الفعالية، لنتعرف بالتفصيل ضمن السطور القادمة.
حقن الفيلر هي مواد هلامية تُحقن تحت سطح الجلد لاستعادة الحجم المفقود وتنعيم التجاعيد واستعادة الشباب.
تتنوع المواد التي يُصنع منها الفيلر، ولكل نوع خصائص مختلفة من حيث الفعالية والمدة. ومن أبرز الأنواع المستخدمة:
يُعد الفيلر مثالياً للأشخاص الراغبين في استعادة حجم مناطق فقدت مرونتها نتيجة التقدم في السن. من أشهر المناطق التي يمكن علاجها بالفيلر:
البوتوكس هو الاسم التجاري لنوع معيّن من سم البوتولينوم (Botulinum Toxin Type A)، وهو مادة تُستخدم لتقليل نشاط العضلات مؤقتًا. على عكس الفيلر، يستهدف البوتوكس التجاعيد الديناميكية الناتجة عن تعابير الوجه كالتبسم، والعبوس، والتحديق.
يُستخرج البوتوكس من بكتيريا الكلوستريديوم. عند حقنه بكميات دقيقة، يمنع إفراز مادة الأسيتيل كولين (Acetylcholine) التي تحفّز انقباض العضلات، ما يؤدي إلى استرخاء العضلات مؤقتًا وظهور البشرة بشكل أنعم.
يُعد البوتوكس الخيار الأمثل لمن يسعون لتقليل التجاعيد الناتجة عن حركة العضلات كما ذكرنا. وتشمل مناطق العلاج الشائعة:
يُحدَّد الخيار العلاجي بين الفيلر والبوتوكس بناءً على تقييم سريري دقيق لطبيعة التجاعيد والتغيرات الجلدية المرتبطة بالتقدّم في السن. لكل من العلاجين آلية مختلفة، ويُستخدم كل منهما في مؤشرات محددة وفقًا للحالة:
يُوصى باستخدام الفيلر في الحالات التالية:
كما يُفضّل استخدام البوتوكس في الحالات التالية:
في كثير من الحالات، يوصى باتباع نهج تكاملي يجمع بين الفيلر والبوتوكس لتحقيق نتائج أكثر توازنًا، حيث يعالج كل منهما جانبًا مختلفًا من التغيرات المرتبطة بتقدّم العمر، سواء كانت عضلية أو هيكلية.
تختلف مدة فعالية كل من الفيلر والبوتوكس اعتمادًا على نوع المادة المستخدمة، وخصائص البشرة، وسرعة الأيض، والعوامل الفردية لكل مريض.
يوفر الفيلر عمومًا نتائج تدوم لفترة أطول مقارنةً بالبوتوكس، خاصةً الأنواع التي تُحفّز إنتاج الكولاجين في الجلد. على سبيل المثال، يستمر حمض الهيالورونيك لمدة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا، بينما قد يدوم هيدروكسي أباتيت الكالسيوم حتى 18 شهرًا. أما حمض بولي إل لاكتيك فيمنح نتائج تدريجية قد تصل إلى عامين، في حين يمكننا اعتبار بوليميثيل ميثاكريلات من أنواع الفيلر الدائمة.
في المقابل، يدوم تأثير البوتوكس عادةً من 3 إلى 6 أشهر، وقد تطول المدة لدى بعض المرضى في حال تكرر العلاج بانتظام. تعتمد استمرارية النتائج على مدى نشاط العضلات المُعالجة وطبيعة الاستجابة الفردية. ولهذا، يُنصح بجدولة جلسات المتابعة بانتظام للحفاظ على فعالية العلاج وضمان استمرارية النتائج بطريقة طبيعية ومتناسقة.
تُعد كل من حقن الفيلر والبوتوكس من الإجراءات الآمنة والمعتمدة طبيًا، خاصة عند إجرائها على يد مختصين مؤهلين. ومع ذلك، وكما هو الحال مع أي إجراء تجميلي، قد تظهر بعض الآثار الجانبية الطفيفة والمؤقتة، والتي تُعد في الغالب طبيعية ولا تستدعي القلق.
لضمان سلامة الإجراء وتقليل احتمالية ظهور أي مضاعفات، من الضروري الالتزام بتعليمات الطبيب بعد الجلسة، واختيار جهة طبية مرخصة وذات خبرة في هذا المجال.
سواء كنتِ تميلين إلى البوتوكس لتنعيم تعابير وجهكِ، أو إلى الفيلر لاستعادة ملامحكِ الممتلئة، فإن سرّ النتيجة الناجحة لا يكمن فقط في الحقن، بل في فهم جسمكِ واحتياجات بشرتكِ.
معرفة الفرق بين الفيلر والبوتوكس هي الخطوة الأولى نحو قرار واعٍ يعكس جمالكِ الطبيعي بثقة وهدوء. استشيري طبيبًا مختصًا في عيادات أوريل ولا تنسي أن الجمال الحقيقي يبدأ من الداخل، ويُكمّله لمسات طبية دقيقة تُبرز ملامحكِ بأناقة دون مبالغة.
اختاري بحكمة، وامنحي وجهكِ ما يستحقه من رعاية واهتمام. احجزي استشارتكِ الآن.